- Member id 6498930
- Last login date 6 hours ago
- Registration date 4 years ago
Nationality, residency and familial status
- Nationality Iraq
- Residence Iraq Baghdad
- Marital status 47 years Divorced
No Child - Marriage type First wife
- Religious commitment Religious
- Prayer Prays Punctually
Looks and health
- Skin color Wheatish whitish
- Height and weight 183 cm , 82 kg
- Body shape Sporty
- Beard Yes
- Health status Healthy
- Smoking No
Education and work
- Educational qualification Graduate / Post Graduate
- Field of work Technical / science / engineering
- Job مصمم ديكور
- Monthly income Prefer Not to Say
- Financial status Rich
About me
-
عنوان القصة: "الكوب الثاني لا يبرد" في طرف قرية وادعة تحيطها الحقول الخضراء من كل جانب، كان يقبع بيت صغير متواضع من الطين، تعلوه نوافذ خشبية أكل الدهر على حوافها، لكنها بقيت صامدة كصاحبة البيت. في ذلك البيت كانت تعيش رُقيّة، امرأة تجاوزت الستين، لكن ملامحها ما زالت تحمل مسحة من الجمال القديم، وعينيها تشعان بنور غريب، خليط من الصبر والرجاء. كانت عادة رُقيّة التي يعرفها أهل القرية جميعًا، أنها كل صباح، مع طلوع الشمس، تجلس أمام بيتها الصغير، تُشعل موقدها الحجري، تغلي الماء، وتصب الشاي في كوبين. واحد لها، وآخر فارغ تضعه بجانبها. يمر الناس في طريقهم إلى الحقول أو السوق، فيرونها في ذات المشهد كل يوم. يبتسم بعضهم، ويهز آخرون رؤوسهم، ويهمس بعضهم ساخرًا: – "أما آن لتلك العجوز أن تفيق من وهمها؟" لكنها لم تلتفت قط. وإذا جاءها صبي أو فتاة يسألها بدافع الفضول: – "أما زلتِ تنتظرينه يا خالة رُقيّة؟" كانت تبتسم ابتسامة هادئة وترد: – "الذي ينتظر من قلبه… لا يعرف الملل." كان زوجها مصطفى شابًا قويًا، يوم ودّعها قبل أكثر من ثلاثين عامًا. خرج من القرية متجهًا إلى المدينة الكبرى، يبحث عن عمل يدرّ عليه رزقًا يقيهما شظف العيش. قال لها يومها، وهو يودّعها على باب الدار: – "عام واحد، وأعود إليك. سنبني بيتًا أكبر، وسأشتري لك معطفًا صوفيًا يقيك برد الشتاء." هزّت رأسها ودموعها تنساب، ثم همست: – "عام فقط يا مصطفى، لا تجعلني أشتاق أكثر." فربت على كتفها مبتسمًا: – "عام واحد، وأعود." لكن العام انقضى، ثم عام آخر، ثم عقد كامل… ولم يعد. قال بعضهم إنه مات في المدينة، وقال آخرون إنه نسيها وتزوّج، وراحوا يروّجون الأقاويل هنا وهناك. غير أنها لم تصدّق شيئًا، وكانت ترد على كل من يحدثها: – "لو مات مصطفى لشعرت به في قلبي. روحي كانت سترتجف وتخبرني. هو حي… وسيعود." مرت الأعوام ثقيلة. مات أبناؤها الذين لم ترزقهم يومًا، فقد كانت عاقرًا، وتحوّل بيتها إلى صمت طويل. تغير وجه القرية، كبر الصغار وصاروا رجالًا، رحل بعض الأصدقاء، وبُنيت بيوت جديدة. لكن هي وحدها لم يتغيّر منها شيء: نفس العادة، نفس الكوبين، نفس الانتظار. كانت ليالي الشتاء قاسية، تجلس قرب الموقد، تكلّم صورة مصطفى التي احتفظت بها في صندوق خشبي قديم. تقول له: – "لقد وعدتني بمعطف صوفي يا مصطفى. الشتاء برده ينهش عظامي، لكن وعدك يكفيني." وفي ليالي الصيف، تخرج إلى الفناء، تحدّث النجوم: – "أيتها النجوم، أنتنّ أدرى بالطرقات من البشر. إن لمحتهنّ في سفره، قولوا له إن رُقيّة لا تزال تنتظر." وفي صباح شتوي قارس، بعد أكثر من ثلاثين عامًا، كانت رُقيّة تغلي الماء وتُعد الشاي. البخار يتصاعد، والريح الباردة تصفع وجهها المتغضّن. وبينما تضع الكوب الثاني كعادتها، رأت من بعيد رجلاً عجوزًا يترنّح في سيره، يحمل حقيبة قديمة بالية. كان يمشي بخطوات متعثرة، يلهث كمن قطع مسافات طويلة. اقترب منها حتى كادت لا تصدّق عينيها. كان شعره قد شاب، وملامحه تغيرت كثيرًا، لكن عينيه… نعم، عينيه كانتا هما نفس العينين. قال بصوت متهدّج: – "رُقيّة… سامحيني… لقد عدت." تجمدت مكانها، وكأن الزمن توقف. ظلت تحدّق فيه لحظات كأنها تقيس بين الوهم والحقيقة. ثم فجأة انهارت دموعها، وارتمت على صدره تبكي: – "مصطفى… عدت حقًا؟ أم أنني أحلم؟" فأمسك بيديها المرتعشتين وقال: – "لا حلم بعد الآن، جئت إليك، بعد أن أعاد الله إليّ ذاكرتي." اجتمع أهل القرية حولهما بدهشة، حتى الأطفال تركوا لعبهم ليشهدوا المشهد. وبعد أيام، انكشف سر الغياب الطويل. لقد تعرّض مصطفى لحادث خطير في المدينة، أفقده الذاكرة. ظل سنوات طويلة في مستشفى بعيد، لا يعرف اسمه ولا أصله. وحين بدأت ذاكرته تعود شيئًا فشيئًا، لم يذكر سوى اسم واحد: "رُقيّة". ومع أول يوم استعاد فيه وعيه كاملًا، حمل حقيبته القديمة، وقطع مئات الكيلومترات حتى عاد إليها. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد الكوب الثاني فارغًا. صار الناس يرونهما كل صباح، جالسين أمام البيت، يحتسيان الشاي معًا. كان الأطفال يتهامسون: – "لقد عاد الكوب لصاحبه." وكان الكبار يبتسمون في صمت، وكأنهم يتعلمون درسًا جديدًا في الوفاء والصبر. 📖 إلى القارئ: قد يطول الانتظار حتى يظن الناس أنه وهم، لكن الله لا يضيع قلبًا صادقًا. الوفاء ليس كلمات تُقال، بل هو عمر يُعاش بصدق. فإذا أحببت، فكن صادقًا، وإذا وعدت، فَفِ بوعدك، وإذا انتظرت، فانتظر من القلب، فإن الله لا يخيب قلبًا انتظر بصدق.
About my partner
-
تخاف.الله...تحترم. هويتها كمسلمة ما اكدر ارسل رسائل او ارد ...الا بعد ما تعملين اعجاب حتى اكدر ارد.....وشكرا