خطيب الجمعة

كيف تثقل موازينك ؟ بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، إعلم واعلمي أن الدنيا مزرعة للآخرة ، وأن الجنة درجات وأن المسلم ينال درجته بثقل حسناته في الميزان ، وأن بين كل درجة وأختها في الجنة كما بين السماء والأرض ، وأنه الحسنة الواحدة يوم القيامة أغلى قيمة من الدنيا وما فيها ، قال سليمان عليه السلام للرجل الذي رآه يركب الريح فقال لقد أوتي آل داود ملكا عظيما ، فقال له سليمان عليه السلام لتسبيحة واحدة خير من ملك آل داود ، فهل عرفت لماذا ؟ لالأن الحسنة تبقي وكل ملك في الدنيا يفني ، وإلا فأين ملك آل داود الآن ؟؟؟ واعلم أن نقل الجبال في الدنيا من أماكنها أسهل من الحصول على حسنة يوم القيامة ، وأنه لو لم تنفعك حسناتك فلن ينفعك أحبابك ، اللهم إلا إذا شفعوا لك ، وهذا بعد أن يأذن الله لهم ، وأعلم أن من أذنبت في حقه لهو شحيح في ترك حسنته لك ، ولو كانت النتيجة أن تدخل النار ، لهذا لا ينجيك إلا إخلاص العبودية لله وإصلاح ما بينك وبينه في الدنيا ليكون سبحانه وتعالى مولاك في الآخرة كما اتخذته مولى في الدنيا بتوبتك إإليه وقربك منه ، فاللهم إجعلنا من أولياءك . وإإعلم ما يلي :: 1- اعلم أنك موزون يوم القيامة بلحمك وشحمك ، لورود أحاديث بينت أن الإنسان يوزن يوم القيامة منها حديث عبدالله بن مسعود لما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ساقي عبدالله - إنهما أثقل عند الله يوم القيامة من جبل أحد - 2- واعلم أن الموازين تثقل بالأعمال ولكي يكون العمل مقبول يلزمه شرطان : أولا الإخلاص لله ثانيا : أن يكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم 3- من الأعمال أعمال أثقل في الميزان من غيرها فانتقي الأعمال السهلة الثقيلة ، لتكثر منها بغير تعب ولا كلفه ، منها على سبيل المثال : ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم : - كلمات خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم - فكلما قابلك وأنت تقرأ أو تسمع عملا قيلا في الميزان أكثر منه 4- الإكثار من الأعمال عموما ، وانظر في ذلك أي رسالة على النت تتعلق بفضائل الأعمال ، حملها وةأقرأها واعمل بما فيها 5- تخفف من السيئات أولا بالتوبة من الذنوب كالتبرج ولبس الملابس الضيقة ومخالطة الرجال فيما لا ضرورة فيه ثانيا : باجتناب الوقوع في الكبائر فاجتناب الكبائر ، مع الإستغفار يغفر الذنوب واعلمي أن الذنوب أنواع - ذنب في حق الله كالتقصير في العبادة أو فعل محرم بين العبد وربه ، فهذا الله عز وجل يغفره لمن تاب منه ، وذنب يتعلق بحقوق الناس كالغيبة والنميمة والسرقة وانتهاك الأعراض وهذا لا يغفره الله أبداااااااااا إلا أن يسامحك من أذنبت في حقه وردت إليه حقه - فإن كان يصعب المصارحه كرجل إعتدي على عرض رجل أو انتهك عرضه وإعتدي على محارمه ، فلا يخبره بل يتوب ويكثر من الحسنات حتى يقتص المظلوم منها يوم القيامة وما بقي من حسناتك تنتفع أنت به ، فالله لا يظلم أحد ولا يحابي أحد فالظالم والمظلوم عنده سواء لكنه يقتص للمظلوم من الظالم فأكثر من الحسنات لتدفع منها يوم القيامة لمن ظلمته - . 6- تجنب محبطات الأعمال لأن محبطات الأعمال تنسف الأعمال الصالحة من أساسها ، وتستطيع البحث في النت تحت عنوان - محبطات الأعمال - لتخرج لك رسائل تعرف منها هذه المحبطات والعياذ بالله . وفي هذا الكفاية والله يهدينا وإياكم ويعلمنا وإياكم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم