بيلسان32

تنير رغم ظلمات الأسى و غيمات الكآبة و تهدي الحائرين إلى درب الوصول كان مقدراً أن يلتقيا على دروب الحزن كعصفور سجين يغردان معاً على أغصان الضياع و يعزفان أغنية الوداع كان مقدراً أن تكون كسوف شمسه و أن يكون خسوف قمرها و أن يقطفا معاً أزهار الأمل في حقل من الأشواك ظن أن الحزن مملكته البعيدة و توارت مشاعره داخلها و اختفت عواطفه عن الأنظار و عاش في قلعة تبين أنها هي نعم يا أمير الأحزان و الأسوار يا قلعة الحزن العتيدة جدرانها خلايا قلبي المجروح و سقفها أنين روحي و دموعها الحراس و آهات صدري الأسوار لا دفء في قاعاتها و لا أنوار لا ليل ولا نهار و كأنها سفينة غرقت وتاهت وسط ظلمات البحار الريح تعوي في ديوانها المهجور كقطعان الذئاب و ساعة الحزن المعلقة على جدار ردهتها تدق كأجراس الرحيل في ليلة جرداء و شعرت بأن الحزن يأكلني فناديت أيها الحزن أنا هنا و تعال فأنا صديقتك الوفية و توأم الروح أنسيت وعدنا بأن نبقى معاً طوال العمر ؟؟؟ أنسيت أن صدري موطنك و أن قلبي مخزنك ؟؟؟ أنسيت أنني أرضك الخصبة التي تنمو فيها سنابلك ؟ أنسيت بأنني امرأة شرقية تغار ؟؟؟؟ تعال و عد إلى شواطئي فقد سئمت الانتظار فأنا و أنت يا حزن عملة واحدة بوجهين هل تريد التحرر مني ؟؟؟ أنسيت أنك أنا ؟؟؟؟ نعم أنا الحزن يا أمير الأفراح يا ندى الزهر البريء يا طفل السعادة المفقود الذي وضع على أعتاب مملكتي سأختفي كسراب الوهم كلحظات الغروب كي تنساني و أرجوك لا تتذكرني حزمت حقائبي واضعة كل الأسى فيها و جمعت لك بقايا فرح كنت قد خبأته في سراديب المنى و لملمت ذرات الأمل بحثاً عن بصيص نور و احتطبت ما تبقى من شجيرات أحلامي الصغيرة و رسمت أزهاراً على الجدران و دهنتها بدماء عاطفتي و نيران صدري خذ فرحي يا أمير الأحزان خذ دماء عروقي و أشواقي و أنفاسي اليتيمة و عش و اشعر بالدفء و ابتسم و غني كالطيور و املأ ردهات قصرك بالنور و كن إمارة الفرح و مملكة السرور