حياة الصالحين

بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على سيّدنا رسول الله أختي الغالية : النقاب هو لباس أمهات المؤمنين والمسلمات عبر العصور :******* أدلّة النّقاب من السنّة النبويّة ******* - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : « يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ , شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا ».صحيح البخاري قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني عند شرحه لهذا الحديث في كتابه ( فتح الباري شرح صحيح البخاري) : " « فَاخْتَمَرْنَ » أَيْ غَطَّيْنَ وُجُوهَهُنَّ ". - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ في حديث الإفك الطويل : « ...فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي وَ وَاللَّهِ مَا تَكَلَّمْنَا بِكَلِمَةٍ وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ...» صحيح البخاري قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله في شرح هذا الحديث : " قَوْلها : ( فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي ) : هَذَا يُشْعِر بِأَنَّ وَجْههَا اِنْكَشَفَ لَمَّا نَامَتْ لِأَنَّهُ تَقَدَّمَ أَنَّهَا تَلَفَّفَتْ بِجِلْبَابِهَا وَنَامَتْ ، فَلَمَّا اِنْتَبَهَتْ بِاسْتِرْجَاعِ صَفْوَان بَادَرَتْ إِلَى تَغْطِيَة وَجْهِهَا . ... قَوْلها : ( فَخَمَّرْت [وجهي بجلبابي ] ) : أَيْ غَطَّيْت [وجهي بجلبابي] " انظر: كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري. كذلك قولها رضي الله عنها : «وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ » يدلّ على أنّ الحجاب هو أن تغطّي المرأة كامل جسدها بما فيه الوجه والكفّان , إذ لو كان الحجاب لا يشمل تغطية الوجه , لأمكنه التعرّف عليها حتّى ولو لم يرها قبل فرض الحجاب , ولَمَا كان لقولها « وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ» فائدة . - عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : « كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا ، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ » أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ - عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ قَالَتْ : « كُنَّا نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ ، وَنَحْنُ مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ». أَخْرَجَهُ مَالِكٌ وَالْحَاكِمُ قولها : (نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا) أي نُغطّي وجوهنا. والفقهاء متفقون جميعا على أنّه يجوز للمرأة المُحرِمة بالحجّ أن تغطي وجهها عن الرجال غير المحارم إن أمنت الفتنة , وإن خشيت الفتنة انتقل الأمر من الجواز إلى وجوب تغطية الوجه , أمّا إذا لم تكن بحضرة رجال غير محارم , فهم متفقون كذلك على عدم جواز لبسها النقاب إذا كانت محرمة . ويُخطئ البعض خطأً فاحشا عندما يقول : ( كما لا يجوز للمرأة لبس النقاب في الحج لا يجوز لها أن تلبس النقاب خارج الحجّ ) وهذا القول خطأٌ من جهتين : الأولى: أنّه عمّم منع تغطية الوجه في الحجّ , في حين أنّ العلماء ربطوا ذلك بما إذا كانت المرأة بعيدة عن الرجال غير المحارم , أمّا بوجود رجال أجانب عنها فالفقهاء متفقون على جواز تغطية الوجه عند أمن الفتنة , ومتفقون على وجوب التغطية عند خشية الفتنة. الثانية : أنّ قولهم : ( كما لا يجوز للمرأة لبس النقاب في الحجّ لا يجوز لها أن تلبس النقاب خارج الحجّ ) , يلزم منه أن يمنع الرجل أيضا من لبس الملابس العادية خارج الحجّ , لأنّها محرّمة عليه وهو محرم بالحجّ , ويحرم عليه استعمال الطيب والعطور لأنّه محرّم عليه في الحج , وكذلك يحرم عليه قصّ شعره وأظافره لأنّ ذلك محرّم عليه وهو محرم بالحجّ , ولاشك أنّ هذا الرأي والقياس غاية في الخطأ والضلال . لهذا ينبغي للمسلم والمسلمة أن يفهم فقه النقاب بتفصيلات العلماء , ولا ينبغي للمسلم أن يجتهد في دين الله من عند نفسه , بدون تبحّر في البحث والفهم , وبدون رجوع إلى العلماء الصادقين الذين لا يبيعون دينهم بالدنيا . ـــــــــــ وصلّ اللّهم وسلّم على نبيّنا محمد ـــــــــــ