رجل نادرا

المرأة التي أريدها لا أظن أنني سأجدها في هذا الزمان، فأكتفي بأن أتمنى امرأةً ذات قلب سليم. أتعجّب كثيرًا عندما أقرأ بعض ملفات النساء الباحثات عن الزواج. يكتبن: "أنا من أسرة محافظة، متديّنة، ملتزمة، وأبحث عن رجل يخاف الله"، ولكن عندما أتعمّق معهنّ أجد العكس تمامًا؛ يردن الاحتفال بأعياد الميلاد لأولادهنّ، ويردن العمل والاختلاط بالرجال، ويردن ـ بعد الزواج ـ حرّية المرأة العزباء! في الحقيقة، يضعن هذه العبارات فقط لجذب الانتباه والقول: "أنا امرأة صالحة"، بينما لا علاقة لهنّ بالدين. التزمن بالصدق مع أنفسكن حتى نتجاوزكن ولا نلتفت إليكن ولا نضيّع وقتنا معكن. وأنا دائمًا أبدأ الحديث عن مسألة الاحتفال بأعياد الميلاد وعمل المرأة منذ البداية، حتى يتبيّن لي سريعًا إن كانت تناسبني أو لا، فلا أضيّع وقتي. لأنّ المرأة التي ترى أنّ الاحتفال بأعياد الميلاد أمر عادي، وأنّ العمل في بيئات مختلطة ليس فيه حرج، فهذا في الغالب ليس إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد، ويرتبط بصفات أخرى لا تنسجم أبدًا مع امرأة صالحة همّها إرضاء الله وزوجها.