عتذر اذ تأخرت ف

ليس الزواج هو لحظة الفرحة الأولى حين يكون رجلا فيأتي لخطبتك من ابيك. . ولا تلك الحفلة التنكرية التي تعيشين فيها دور العروس.. ولا أيام شهر العسل حتى لو اخذك لجزر المالديف .. ولا حتى لحظة إنجاب طفلكما الأول .. ولا لحظة العقيقة و حفلة الختان.. كل هذه ليست معايير على قوة الأسرة و تماسكها.. الزواج الحقيقي .. المفعم بالحب هو حين تعيشان معا عمرا مديدا بلوعة اللحظة الأولى و انتما بدون أطفال .. هو حين يخبركما الطبيب أن احدكما أو كلاكما غير قادر على الإنجاب فلا تفكران مجرد التفكير في التخلي عن بعضكما.. أن لا تخجلا أمام العائلة من قدر الله .. ولا تضطرا لخلق مائة كذبة لتشعرا الناس انكما بخير.. بل أن تكون فعلا بخير دون حاجة لتصنع. . إيمانا بأن ما يجمعكما اكبر من النسل. . إيمانا بأنه لو كان لكما الخير في الذرية ما حرمكما الله منها.. إيمانا بأنه في حياتكما الكثير من المودة و الرحمة غير متعلقة بالبنين. . الزواج الناجح هو حين تتزوجيه غنيا فيفلس. . و تنتقلين معه من الحرير إلى الحصير دون تافف .. عندما تبيعين ذهبك و تمنحينه كل مالك لتزاح أزمته دون اشعاره أنك تقدمين صدقة. . هو حين يخبرك الطبيب أن زوجتك عليها استئصال رحمها أو ثديها عافاكم الله .. فلا تفكر في شيء لحظتها إلا سلامتها.. و لا تتمنى الا أن يعود دفئها لبيتك .. و لا تطلب من الله إلا أن يديم حضورها معك.. لا أن تستبدلها حتى قبل أن تغادر المشفى. . الزواج الصادق هو أن يرزقكما الله طفلا معاقا أو مريضا نفسيا أو مصابا بمرض عضال و تظل اسرتكما متماسكة لا يهزها ريح. . لا أن يتخلى احدكما عن الآخر أو يحمله مسؤولية مرض الطفل.. او يهرب من قضاء الله بالهجر و الطلاق.. وكم تألمت مرة لقصة سيدة هجرها زوجها عشرين سنة فقط لان ابنتهما مريضة .. لا تعرف حتى مكان تواجده.. تركها وحيدة و كأنها أحضرت الفتاة معها من بيت ابيها. . ما يقوي علاقات الزواج و ما يبنيها بحق.. ليست هي أيام المشمش الأولى ... ليست باقات الورود و هدايا أعياد الميلاد و الزواج .. ليست هي الكلمات المنقولة من شعر قباني .. ليست هي السهرات الليلية على ضوء الشموع.. الذي يحكم على نجاح علاقة زوجية أو فشلها هو تلك المواقف الصعبة التي تصيبكما بغثة. . فإما تعزيز ثقة أو خذلان ... حاول أن تختار بتأن إنسانا لن يخذلك