فلسطين 76

ولا تَكن شاب البدنِ أَشيب الهِمة، فإن هِمةُ الصادق لا تشيب. مَن يُتقن صِناعة الهَدف، عليهِ أنْ يُدرك مَشقة الطريق، صعوباتهُ، تعثراته، يُدرك أنْ الأَحلام لا تُحقق بِرسم هَدفٍ علىٰ ورقةٍ بيضاء فِي نواحيها ورد، وأزهار، وبعض العبارات التشجيعية. إنّما الأحلامُ تُحقق أولًا بقرارٍ يَنبعُ من داخل أصحابها، تُحقق بالهِمة الصادقة، وقدْ قِيل: رُبَّ همة صادقة أحيت أُمة. أَصحابُ الهِمة يَسيرون فِي الطريق-رغم عثراته-، لا يَلْتفِتُون إلىٰ هذا وذاك، أعينهم لا ترىٰ إلّا ثغورهم، هُم يتأقلمون مع واقعِ الأُمّة-المؤلم جدًا-، يخوضون حربًا مع هجمةِ الظروف، يُذكرون أنفسهم دومًا بأنّهم أصحاب ثُغورٍ عظيمة. أصحابُ الأهداف العظيمة، والثُغور القيّمة: أعلمُ أن واقعنا مُؤلم جدًا، ما كان سهلًا بالأمس يَصعبُ اليوم، بل ويزداد صعوبةً في الغد، لكنّ المُسلم لا يَقف-رغم الأعباء التي يعتريها-، خزائنُ رَبّ العالمين مَلأ، ودّعوا التلكؤ، والملل، أدرِكوا قيمة الحُلم، والثغر، والهدف، كُونوا أملًا، اغرسوا قَبل الرَحيل. كُونوا صادقين، إِنّما الطريق لِمن صدق. للهِ نَحن، للهِ أحلامنا، وكُل مُحاولاتنا، ربنا يَهبْ لنا تَحقيق أحلامنا، ولا يَحرمنا لذة الوصول إلىٰ المُراد