سناريو الحياة

الحمـــــد لله الـــــذى أغنـــــانى ، ولقـــــد أغنـــــانى من وجـــــوه كثـــــيرة، كـــــان أقلـــــها شـــــأناً أن رزقنــى أكثر من كفـــايتى، وهـــــورزق من ثمرة مبــــاشرة للعمـــــل المتصـــل، وأما أكـــــــثرها شــــــأنأ فهــــو أن الله ـــــ سبحانه وتعالى ـــــ قد أغنانى بما خلقنى عليه من إستغناء حتى حين لم يكن ثمة من غنى ، إذ هو إستغناء تولد لدى من قلة الرغبات، على إنى مع هذه الرغبات القليلة المحدودة أقترب من الزهد، فما أمكن تحقيقه منها فأهلاً به، وما لم يمكن تحقيقه بالطريقة الطبيعية المُيسرة فإلى الجحيم به غير آسف ولا نادم . وبتخصيص بعد تعميم، إنى رجل صادق فى عواطفى لا أبالى بمظاهر المُجاملة أعتصم بالإخلاص ولست أقصد بالإخلاص هنا ما يقابل الختل والغش، ولكن أقصد به إشتمال العاطفة على النفس وشيوعها فى كل جزء من أجزائها ، وأعتصم بالإخلاص الحق وهو شديد على نفسى لا يفارقنى، لأنه يخرج منها خروج الحياة من أوصال الجسم فيزعجها من أعماقها، وأعد نفسى من الفطناء المسترشدين بوجدانهم المهتدين بعاطفة الميل إلى الجمال فى نفوسهم الذين يرون فى كل شىء حُسناً، ويرون فى كل شىء عيباً ،وإنى أرغب فى كل شىء لأنى أعرف حُسنه، ولا أرضى عن أى شىء لإنى ألمس بعده عن الجمال، وأحى حياة لا تستقر بين الطلب والنفرة، والشغب والزهد، والراحة والألم، والغِبطة والندم ، والحمد لله الذى أغنانى بهذه القـــــُدرة العجيبة على ألا أجعل للرغبة سُلطاناً يستعبد نفسى ، ويسوقها فى طريق النفاق والزلفى. الحمد لله لى أخ وأخت وعلاقتى بهما جيدة متواصلة فى إطار من صلة الرحم الواجبة شرعاً ، وقد توفى والدى ووالدتى.