نعيم الشريعة

جزء كبيرٌ من معاداة الزوجة للتعدد يكمن في تفكيرها بنظر المجتمع لها بعد زواج زوجها، واستحضارها لشفقة المشفقات وشماتة الشامتات، وغيرها من النظرات التي لايحب بشرٌ أن تتجه إليه. وهذه النقطة لا يمكن إغفالها بهذا الشأن، ويتوجب على الزوج مراعاتها بمزيدٍ من الرعاية، وهي تتضخم أشد ما يكون حين يرد الخبر ابتداء، ومع أحداث العرس وأيامه، لكنها تتلاشى مع الوقت وتضمحل، ثم تجد الزوجة أن ما هولته منها هو أخف مما كان، لذلك يحصل ما يسميه بعضهم تقبل الواقع، بينما أرى فيه بالإضافة لتقبل الواقع إبصار الواقع بشكلٍ متكاملٍ وكما هو. حين تتم الرؤية التامة للمشهد، فإن الدور القادم يكون دور الرجل ليغرس بعد التقبل غرس الرضا، فيلزم العقل كيلا يتخبط، ويمسك بالميزان كيلا يميل، ويظل مبحراً بسفينة منزله محافظاً عليها من الغرق مهما هبت عليها ريح المشاكل. في تجريدٍ لموضوع التعدد مما ألقى عليه العصر الحاضر من تشنيعٍ وتوبيخٍ وتكبيت، وما أثاره حوله من التحريش؛ فإنه في جوهره البسيط يشاكل الزواج الأول من حيث عوامل نجاحه واستمراره، فكلها إن حملها الزوج الكفؤ اعتلت بسلام، وإن حملها الزوج الأعوج سقطت عند الأقدام.