نفس1ا

إياك أن تُحب من لا يُحبك. صحيح أن للحب جاذبيته الخاصة التي تسيطر علينا دون إذن، لكن لم يعُد هناك متسع من الوقت لمراقبة شخص لا يشعر حتى بوجودك. صدقني، أن تُحب شابًا لا يحبك، يعني أنك وقعت في بئرٍ مظلم، ولن تخرج منه إلا بعدما تفقد جزءًا كبيرًا منك. وإياك أن تراهن على قدرتك على لفت انتباهه، من لم يُحبك من اللحظة الأولى، لن يُحبك مهما فعلت. ستكتب له الكثير من كلمات الحب، ولن يقرؤها. لن يراعي ما يزعجك، ولا ما يُثير غضبك. مهما كنت طيبًا معه، ستبقى ردوده باهتة وباردة. ومهما كنت مستعدًا للتضحية بكل شيء من أجل إسعاده، لن يُقدّرك، ولن يلاحظ وجودك أساسًا. ومهما تغافلت وتجاوزت غيابه وإهماله، لن يهتم، وسيستمر في الغياب، لأنك لا تعني له شيئًا. لن تستطيع معاتبته على خذلانه، ولا تستطيع إلقاء اللوم عليه حين يراك تغرق في حزنك، لأنه ببساطة سيرحل دون أن ينظر خلفه. ومهما تمسّكت به، ستجده يُجيد اختراع الأعذار والمبررات للابتعاد، دون أن يشعر بأي ذنب. سيُعطيك أملًا صغيرًا بالبقاء، وستحاول أنت بكل طاقتك أن تُرضيه وتسعده، ستبذل قلبك ومشاعرك، لكن في النهاية، سيقول لك: "أنت رائع، لكن بطريقتك اللي ما تناسبني"، ثم يرحل.