السهل 2000

طالق. كلمة بتقولها ببساطة... كلمة سهلة. أنت طالق... قلتها ووشك عليه نص ابتسامة... وأنت متلمع ومتشيك وحالق!!!... زي ما يكون إلي بيننا مش حياة وحب. وجواز... زي ما نكون اتقابلنا كام دقيقة في المفارق!!!... كلمة بيها بتبني بيت... كلمة تانية تهد بيت... حاجة واحدة بس نفسي أعرفها منك... أنت مخلوق ولا خالق!!... كل ركن في بيتنا شاهد... ع إلي أنا استحملته لجل البيت يعيش... مهما تغلط. كنت أقول يا بت غلطة... صهيني وما تدققيش... اسمه جوزك. يعني بكرة يفوق ويرجع... وأتوجع. وأنسى. وأرجع أتوجع... والقساوة من القَريب جدا بتوجع... كل غلطة ليك تعدي وتتنسي... وأنت تستنى لي غلطة... لجل ما تعلق لي بإديك المشانق... والحكاية إيه آخرها؟ أنت طالق... أنت دست بجزمتك فوق كل حاجة... أنت خليت الدفا فاتنا ونسينا... عفش بيتنا إلي إحنا جبناه حتة حتة... حلمنا الناعم بأول طفل لينا... لما بتدمع وتتنهد في حضني... وأنت بتطلع همومك... لما أقوم من بدري أجهز لك فطارك... لما أفكر فيك وأنا باغسل هدومك... لو قميص النوم بينطق... كنت هاتحس إنه حزنان ع إلي بيننا... بعد ما أصبح رخيص... كنت تستنى قميص النوم يدوب... دا أنت خليت فرحي داب قبل القميص!!!... أنهي بيت أشتاق له وأتحسر عليه... بعد ما طعم الأمان منه هرب... إحنا من جوا اتخربنا... قبل ما البيت يتخرب!!... بيتنا من كام شهر كان فرحة صحابنا... النهار دا كل من شافه شهق... بيت بتبنيه شهوة. أو يبنيه احتياج... بس بعد شوية بيهده الزهق!!... البيوت مش باب. ومش سقف وحيطان... البيوت ناس عايشة فعلا مش مكان... البيوت يعني دفا مضلل علينا... البيوت إحساس حقيقي بالأمان... وأما نفقد دا بتتساوى الأماكن... إلي نايم في الطرق زي إلي ساكن... والقبور زي القصور... والعِشش زي الفنادق... والحكاية إيه آخرها؟ أنت طالق!!... قد إيه جواي حسيت بالحريقة... وأنت بتقول لي بهداوة... أنت ليه تتنرفزي... زي ما اتجوزت غيرك... أنت برضو اتجوزي... أنت خليتني أشعر إني رخيصة عندك... حاجة تافهة تفك بيها أزمتك... أو سيجارة رخيصة كانت بين شفايفك... دست فوقها بعد حبة بجزمتك... أنت سهل إن أنت تقلع ألف مرة لألف واحدة... بس أنا إن فكرت مرة واحدة يتزلزل كياني... جسمي بيقشعر حقيقي... كل ما أتصور بإني أقلع في ليلة لحد تاني... حد تاني وجو تاني... ولمسة تانية بإيد غريبة... لما باتخيل دا كله بتملا نفسي... إحساسات مُرة وكئيبة... بيت جديد لكن حيطانه مكشرة... والهوا مكتوم وخانق... ليه؟ لأن البيه زهق مني ونطقها... أنت طالق!!... أنت بإديك دول رمتني... في سِكة ضلمة وضيقة... أنت مستوعب حقيقي... يعني إيه متطلقة؟... يعني بيت الأب يرجع... يقسى تاني ويعتقل... يعني واحدة وهي داخلة... وهي خارجة بتتسئل... وإلي بيغطي الطمع... بالكلمتين والطبطبة... قال ما دام مش بنت تبقى... السِكة سهلة قريبة... والعيون يا بيلتهب فيها الطمع... أو عيون متعلقة فيها المشانق... وأنت بعت إلي ما بيننا لدول ودول... لما قلت بكل رقة أنت طالق... مش هاجيب سيرة المؤخر والحاجات... مش هاقول لك رد لي تاني الهدايا... بس رجع لي أحاسيسي القديمة... إلي كانت قبل ما أختارك معاي... رد أول فرحة ليَّ بالزفاف... رد أول كسفة وياك ع السرير... رد لي الشوق إلي أنا نسيت حتى طعمه... رد لي إحساسي إني أنفع أغير... رد لي الضحكة إلي كانت مالية وشي... يمكن أعرف أنسى إني في يوم حزنت... رد إحساسي وخلي لك حاجاتك... بس من جواي أرجع تاني بنت!!... يلزم البيت الجديد إحساس جديد... ولا غلطانة يا هارون الرشيد؟... ولا عايز مسروقاتك... ليك تقول شكرا يا سارق... قلها يا فرحان بنفسك... قلها تاني. أنت طالق...