هدوء مهيب

🌹 🌹 أنا ما أدوّر على رغبة لحظية تنطفي آخر الليل، ولا على يدٍ تطبخ وتقدّم وتمشي… أنا أدوّر على امرأة تكون امتداد لقلبي.. وملاذ لروحي.. وراحة لعمري كلّه. أدور على واحدة يفهمها إحساسي قبل لساني، ويطمّنها حضوري قبل كلماتي. أدور على امرأة تكون لي وطن… مو عنوان، سكن مو جدار، دفا مو بطّانية، امرأة إذا تعبت لقيت حضنها أول طريقي، وإذا ضعت كان صوتها هو الدرب اللي يرجّعني. أنا ما أفتّش عن جسد ولا شكل، لأن الجمال الحقيقي يبدأ من قلبٍ يعرف كيف يحب… وروح تعرف كيف تحتوي. الزوجة عندي ما هي مشروع خدمة ولا قائمة مسؤوليات، هي شريكة قدر… وسند موقف… ونبض يوازنني إذا اختلّ كل شيء حولي. هي الإنسانة اللي تتقاسم معي ثقل الحياة، وتشاركني فرحها قبل فرحي، وتحفظ غيابي، وتشرّف حضوري، وتكون معي مو لأنّي كامل… بل لأنها تبغى “نكون كاملين سوا”. المرأة خُلقت من ضلعٍ جنب القلب، عشان الله يعلّمنا إن مكانها مو تحته… ولا فوقه… مكانها جمبك، تسندك مثل ما تسندها، وتكبر بك مثل ما تكبر فيها. جواها بحر حنان ما ينشف، وفي روحها قوة لو اجتمعت جيوش الهمّ ما تهزّها. هي اللطف اللي ما ينكتب… والأمان اللي ما ينوصف… والقيمة اللي ما يعرفها إلا رجل يعرف معنى “امرأة” مو معنى “أنثى”. فإذا الله رزقك بامرأة هالصفات فيها… احفظها، واصنها، وخلّ حياتها تزدهر بوجودك. ترى رضاها نعمة، ووفاها كنز، وحبّها الصادق أغلى من الذهب ولو كان العالم كله بيدك. ومن يحضن قلبها بصدق… يلقى فيها وطنه اللي ما يضيع، وسلامه اللي ما يتبدّد، وميناء عمره… المكان اللي تهدأ عنده روحه، وتسكن أوجاعه، ويبدأ فيه كل شيء جميل. ✍️ من رجال يدور زوجة تكون له وطن، وقصة، وعمر كامل ما ينسى.