New@2030

في منتصف الأربعين، أعيش مرحلة من الهدوء والنضج، أقدر فيها المعنى أكثر من المظاهر، والصدق أكثر من الضجيج. ما أبحث عن الكمال، بل عن التفاهم. عن علاقة تقوم على الاحترام والوضوح، فيها وعي، ومساحة مشتركة يعيش فيها الطرفان براحتهم. أنتمي لعائلة سعودية محافظة وأعتز بأصلي وهويتي، لكني لا أعيش أسيرها. ومؤخرًا لاحظت أن مسألة القبيلة أو المنطقة ما زالت تهم بعض الناس، فحبيت أوضحها من البداية: أحترم كل من ترى أن هذا الجانب مهم لها، سواء لارتباطها بعائلتها أو لتقاليدها، وهذا حقها الكامل. أما بالنسبة لي، فلا يعنيني أبدًا. أنا قبيلي من الجنوب، ومع ذلك لا أرى أن الأصل يرفع أو ينقص من قيمة أحد. ما يهمني إذا جدك المئة هو الذي اكتشف النار، لأني ببساطة صنيعة جدي الحقيقي: اجتهادي، وعملي، وطريقتي في الحياة. أنا ابن تجربة، لا ابن قبيلة كانت تتناحر يومًا على مراعي الأغنام. أحترم الماضي، لكني أعيش الحاضر بعقل مفتوح يرى الناس بأفعالهم لا بألقابهم. أنا مطلق، وأقولها بهدوء، لأنها مرحلة مررت بها وتعلمت منها الكثير. لا أبحث عن أطفال، ولا عن بداية جديدة بمعناها التقليدي، بل عن راحة فكر وطمأنينة نفس، ومع ذلك لن أمانع أن يرزقني الله بهم إن شاء. عملي مستقر، وحياتي منظمة، وأبحث عن شريكة تشبهني في هدوئي ونضجي