موود حسن

ينضج الرجل عاطفياً حين يؤمن دون شك، أن وجود أنثاهُ الخاصة من مقوّمات العيش الكريم، وربما العيش من الأساس. نظرة الرجل التحليلة للأشياء والجالبة للقلق على الدوام، وازنها الله بنظرة أنثى تحل العقد ولا تحللها، لا تكترث بالأسباب والمؤشرات والمعطيات، تخبرك بأنك تستطيع، وأنها تثق بك .. فيصدق قولها. بعد غوصك في الحياة قليلاً صدقني ستغيير كثيراً من قائمة المواصفات المكتظة بحجم العيون ومقاسات الشعر تلك، ستجد أن على رأس القائمة والمواصفات؛ أنثى مبتكرة، تهزم روتين اليوم بل الاسبوع، تتمرد على تجهمك، تحكي الحكاية وضحكتها تفصل بين الجمل، تضع لك رسائل تحت الوسادة، تتربع على الارض، لها مصحفها الخاص، ودميتها الخاصة، مسبحة وقلادة، طلاء أظافر علبة ألوان ... وصلت بين الأجيال، تشبع رغبة الأبوة عندك أولاً، تتفنن في أكثر الأشياء اعتياد .. تصبح هي حافزك الوحيد للعمل، لأنك تحظى باستقبالٍ مختلفٍ عند العودة. أنثى فضولها الوحيد أنا، تسأل عن تاريخ الندبات على وجهي، وسر خاتم أصبعي الصغير، تستقي طفولتي بجلوسها الطويل مع أمي، لتصبح أمي التي أكبُرها سناً. الحيّز المصمم بداخلك للأنثى، لن تملؤه موسيقى الجاز، ولا عشقك لمدريد، ولا ضحك الأصدقاء ... ما خلى للأثنى لن تملؤه الا الأنثى ... وقد يزيد الأمر تفصيلاً فلا تملؤه هي؛ برسمها وحروف أسمها وبعدد الكسرات والضمّات، بل بفصيلة الدم وبصمة العين. كمالُ سعادتي وكمالُ ديني، و رزقٌ من كريمٍ حط فيني فمالي استحي من قول هذا ! .. وخيرُ الخلق نادى زمليني زمليني💙..