عبدالإله -

كل أنثى حين تفكّر بالزواج، لا تنشد سقفًا يأوي جسدها فقط، بل تنشد روحًا تسكن إليها، وضلًّا من الطمأنينة يظلّل أيامها، ومرفأ أمان ترسو فيه مشاعرها دون خوف. تبحث عن رجلٍ إذا غاب كلامه، حضر اهتمامه، وإذا نطق، نطق بحنوٍّ يطمأن قلبها. عن قلبٍ يُؤويها بمودة، ويغمرها بعناية، ويقدّرها تقديرًا لا يبهت مع الزمن. - وكذلك نحن، لا نطلب من الزواج صورةً تُرضي الناس، بل روحًا تُرضي الله، وسكينةً نشتري بها سكن هادئًا على مهل. نبحث عن أنثى تُسرّ بها العين حين تنظر، وتطمئنّ لها النفس حين تخالط، أنثى لها من الجمال ما يكفي أن تفرح بها، ومن الأدب ما يكفي أن تحترمها، ومن الحياء ما يكفي أن تُصان بها، ومن الذوق ما يكفي أن تُسكن اليها . النساء درجات، كما الرجال، لكن السعادة لا تُقاس بالكمال، بل بالتفاهم، والتغافل الجميل، والرفق الذي لا ينكسر. - وأنا، لا أبحث عن مثاليةٍ لا وجود لها… بل عن قلبٍ يُحسن الظن، ولسانٍ يُحسن القول، ورفيقةٍ تطيب بها الحياة، جميلة المظهر والروح، حافظة لدينها، حريصة على حيائها، حنونة في موضع الحنان، حازمة في موضع الحكمة، تعرف كيف تجعل من البيت وطنًا، ومن الزوج راحة، ومن نفسها نعمة. - زواجٌ على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، معلنٌ، قائم على الحقوق والوفاء، لا يُبنى على مجاملة، ولا على استعجال، بل على يقينٍ بأن الله إذا جمع بين قلبين على طاعته، بارك لهما وأتمّ لهما الخير. - أسأل الله أن يرزقني، ويرزق كل راغب وراغبة بالعفاف، زوجًا صالحًا، يسعد القلب، ويملأ العمر أنسًا ورضا، ويكون اللقاء به كدعوة مستجابة بعد طول انتظار عاجلا غير آجلا . اللهم آمين.